رسالة أب لإبنه الشهيد
إبنى الغالى
ياراحتى وتعبى وعرقى
ياشط نجاتى وغرقى
ياضحكة سنى وفردت ضهرى
ياكسرت قلبى وحزنى وقهرى
ياتحويشة والديك
ياما صعُبت علينا وانت صغير
إزاى لما كبرنا انا وامك
مابنصعبش عليك
خلفتك بعد سنين البور
بعد ماكٌنت خلاص حسيت
إن بيوت الدنيا قبور
ولما عرفت إن أمك حامل فيك
من غير ما اشرب ميه شرقت
وكنا ف عز البرد ولاكن
أنا من كتر الفرحه عرقت
ياما سهرت ليالى طويله
ساند ودنى ع بطن امك
يمكن اسمع منك حس
وأوشوشلك متهيألى إن انت بتسمع وتحس
كٌنت بحس إن الساعه بتمشى بطيئه
علشان طول الوقت بعد
كنت ساعات من لهفة قلبى
عايز اقلك اخرج مد
ولما سمعتك اول مره بتقول واء
معرفش اللبس اللى عليا وسع او داء
شُفت الكون بيضيق وبيوسع
وعنيا بتدخل وبتطلع
ابكى اصرخ كشر اضحك
عاوز صوتك يملا الدنيا
عاوز صوتك بس ف ودنى
مش عاوز اسمع اصوات تانيه
كنت ارجع من شغلى بسرعه
وطول الوقت بعينى اتابعك
وكل شويه اخدك ع حجرى
وامسك ايدك وعد صوابعك
زى ماكون من فرحتى بيك
خايف تنقص منك حاجه
مهو اللى يحب بكل كيانه
اوقات يتصرف بسزاجه
كنت انا وامك
الدنيا بتسود ف عنا
وانت معصب او متحصب
او ساعة مابتخلع سنا
وكان اسعد وقت ف عمرى
قبل الفجر لما اتسحب وادخل اوضتك
عشان ما اتمم ع حاجتك وأعد فلوسك
اطمن ع كل حجاتك
واغطيك من بعد مابوسك
فاجئه لقيتك راجل مالى الدنيا بحالها
والحاجه اللى تقيله عليا
افرح لما الاقى دراعك شالها
كانت امك من فرحتها تقول ياخواتى
لما تشوف الكسفه ف وشك
علشان جتلك وانت معانا مكالمه بناتى
كنت بحس برقة قلبك اما بتعيا ومتقليش
واشوفك وانت بتتوجع
أسأل مالك تقولى مفيش
كنت بترفض لما بتعيا انك تصارحنى
أل علشان متزعلنيش
شوفتك راجل ملو هدومك دمك حامى
كنت تملى تقول الوطن الحٌر
حقيقه نعيشها مش كلمات واسامى
والجرى ورا اللقمه وبس
عمره مايخلق انسان حُر
وإن اللقمه مع العبوديه طعمها مُر
ولما طلبت تروح الجيش
قلتلك اقعد انت وحيد يابنى بلاش
قلتلى لأ لأ لأ
لما هنقعد جوه بيوتنا
مين هيروح ويجيب الحق
وفضلت اقوم واقعد وافرك
ولقيت قلبى جوه ضلوعى
لابيهدا ولايبطل دق
وقبلت الرغبه وبدموعى
قلت اهو زيك زى زمايلك
واستنيتك إنك ترجع
جوعت انا وامك
واستنينا رجوعك لينا
لجل مانقدر نسطتعم لقمه
او نعرف نبلع
وبدأت ليله تجرجر ليله
والوقت ع اللى مستنى
تقيل وبيوجع
وبدأت امك تقلق زيى
وبتتشال من كتر قلقها وبتتحط
والايام بتمر ببطئ وكأن الوقت بيتمط
ويوم ورا يوم وامك بتتصرف زى المجنونه
وانا اقول يمكن جاى واجرى ابص من البلكونه
ولما زمايلك دخلو عليا قالو اتصبر ابنك كان واحد مننا
ابنك بقى دلوقتى شهيد ف إيدين ربنا
ننى عنيا خرج من وشى وبوئى فتحته
حسيت ان هناك مش هنا
وحكو القصه وانا مش فاكر قالو كتير او قالو قليل
لأنى شعرت بوش ف ودنى ومقدرتش اسمع تفاصيل
قلت انا مات يعنى ايه طب ابنى هيرجع امتى
طب هو اتأخر ليه هو باعتكم عايز حاجه
اه يمكن عايز غيارات اويمكن محتاج لفلوس
قالو ياعمى إبنك مات شوفت دموع اصحابك جوه عنيهم
والهدمه المتعاصه بدمك بدمك شوفتها ف اديهم
بصيت لقميصك ف اديهم قلت خدوه اعمل ايه بيه
كان مين قبلى ربى الدم ف بيته لجل اعمل زيه واربيه
هو انا ينفع إن اروح اخطب لقميصه
ينفع إن اجيب لقميصه شقه وعفش
ينفع لما اقف ع كرسى قميصه يقلى
عنك انت يابابا انزل ماتقفش
كل كلام اتقال عن طعم الحزن وطعم الفرقه
بارد وانا محتاج انى اصرخ صرخه ع قد الحُرقه
عايز لم بقيت احضانك
من بيجماتك او من بدلك او قمصانك
عايز اخد من الصوره الوش المخلوع عشان يتباس
عايز الم ملامحك انا من كل عيون الناس
ولما غرزت عيونى ف جسمك لما جابوك من المدبحه
صعب اصدق ان عنيك اللى انا متعود انها دايما تضحك لينا
ودايما بتحن وبترق
نورها انطفى مش هتشوف تانى وغرقت ف الوش المزرق
كان نفسى احضنك انت وموتك وخدك بين دراعاتى وضم
وافضل ابوس ف مكان الطلقه
اه يارصاص الغدر ياغم لو كان ليك اب او كان ليك أم
بربش بيعونك ورينى اعمل حركه طلع صوت
انا ابنى ماينفعش يموت
عارف ايه يعنى انت تموت
يعنى يموت عنوانى واسمى
يعنى يموت النور ف عيونى
يعنى هدومى تموت ع جسمى
افتح بوئك مره جاوبنى قولى الطلقه جاتلك فين
ف الحلم اللى انا عايش بيه
ف اليوم اللى انا مستنيه
ف الامل اللى انا قلت اما كبر تتعكز ايامى عليه
ف الفرحه اللى ترقص قلبى وانت منور جوه الكوشه
ازاى نعيش احلام حلوه والاحلام تطلع مغشوشه
كنت هشق هدومى واكفر بس رجعت اهدى واستغفر
ايوه رجعت اقول يارب هو انا زنبى انى بقيت أب
انت اللى بتنعم بلبلوه وانت اللى بترحم بصبر
برد قلبى يارب ان وامه قبل البيت ده مايصبح قبر