نزيف قلم ..
أمسك بقلمي.. أهمْ بكتابة خواطر مز دحمة في مخيلتي..
فإذا به يتوقف عن الكتابة.. ويعلن العصيان..
وكأنه يصعب عليه وصف الحالة والزمان..
وكأنه اكتفى من كتابة حروف العذاب.. حروف الآلام..
وكأنه يرفض الإستمرار.. ويطالب بنوع آخر من الكلمات..
وكأنه نسي كل أبجديات اللوم والعتاب..
وكأنه.. وكأنه..
ولكن ماذا أفعل؟
لا شيء في يدي.. لا شيء عندي سوى كلمات..
كلمات حروفها من أوجاع.. حروفها من الآلام..
كلمات لا تستطيع أن تتأقلم مع الأوضاع..
ولكن؟!
أعدك يا قلمي بأن نمسح غبار الهم والحزن عن مدونتك..
.يانزيف قلمي.. يا نزيف قلمى.
يا من تعهدت بدمكَ حبراً لآهاتي.. أسطر من حبرِك كلماتي
فلا أراها
أكتب وأكتب .. لكن تبقى بيضاء جرداء صفحاتي
فما عاد قلمي ينزف.. وما عاد قلبي ينبض..
أشعر بأن ما بداخلي قد مات.. فلا حياة مع الأحزان..
حاولت الهروب.. قاومت الذكريات.. عزمت على التغيير..
ولكن لا شيء ينفع..حاولت
التخطي والتجاوز، ومع هذا اعترف أني فشلت..
حتى القلم الذي كان سَلْوتي يُعلن إضرابه..
لذا سألت نفسي ترى هل جف قلمي
وأصبح بحاجة إلى حبر آخر؟! أم أن نزيفه قد توقف
بعد طوال معاناة.. ولفظ أنفاسه؟!
ربما قد جف.. وربما قد مل فأعلن العصيان وأبى البوح….
وربما احتاج إلى حبراً من نوع آخر
بعدما أفضى بالذكريات.. ربما.. وربما..
ولكن لا .. لا أريدك أن تنزف بل أريد النسيان..
لا أريد أن أقتلك لتصبح شهيدا على صفحاتي..
قلمي لا أريدك أن تموت.. لا تجف.. أريدك حياًّ..
حياً بدون نزيف.. فأنت من سيعُبر عن كلماتى
.. لا تحزن.. لن أجعلك تحزن..
لن تنزف دماً.. بل سترسم بحبرك ذكرياتى
خواطري وأحلامي.. وأفراحي..
ستفوح عطرا شذيا
بعد أن سكبت دمك الثمين على صفحاتي..
ستفوح عطرا يسعد من حولك بعد ما سطَّرت آهاتي..
.
.
#_أحمد_الشاعر.